الشيلة هي كلمة ذات دلالتين، الدلالة الأولى والأشهر إنها موروث شعبي مستحدث ينطرب عليه الكثير، اسمها شيلة لأن مغنيها يشيل القصيدة بلحن، وفن الشيلة هو فن ذكوري لم تدخله المرأة إلا في حالات نادرة وفن شعبي عامي يوصل لمختلف طبقات المجتمع. والدلالة الثانية للكلمة هي شيلة من أصل شيل وهي الحمل. في قصة هوا فيه رابط عجيب من الثنتين.
لكن قبل لانسهب في سالفة الربط، خلونا نعرف من وين بدت هوا. كنت في يوم من الأيام في حوش أحد الأصدقاء محتواها مثل محتوى أي جلسة لناس في عمر العشرين والثلاثين، لازم تبدا أفكار "خنسوي بزنس" هذي السواليف أعتقد إنها المحرك الأساسي لاقتصاد الشركات الصغيرة والمتوسطة بالمملكة، ودايم حجر أساسها ياحوش، يامقهى يا استراحة أو مجلس. المهم، صديقي قالي "أنا منيب مرتاح بالهاف اللي لابسه" الهاف هو البوكسر الرجالي أو السروال الرجالي في القاموس السعودي (أفضّل أقول صروال بس عشانكم كتبت سروال)، الصدق الفكرة كانت منطقية بالنسبة لي، مافيه ملابس داخلية رجالية مريحة بالنسبة لي بعد، مب بس البوكسر حقي. يعني الثوب مريح بس كل شي تحته لك عليه. الصدق هذا الصديق دقيق الملاحظة فقلت له ليش، أنا عارف إني منيب مرتاح بس ماقد دققت وتعمقت في هالفكرة، رد علي "أنا جربت كل البوكسرات بما فيهم بوكسر كالفن كلاين، كلهم فيهم احتكاك بين الفخذين لدرجة مع بعض السراويل الداخلية اضطريت أبحث عن علاج تسلخات الفخذين" الصدق إنه أقنعني، أقنع غريزتين داخلي: الأولى، من عمر الدنيا وحنا ودنا نسوي شي له أثر، شي أكبر مننا، طفشنا وحنا نستهلك من برا وننبهر من الغرب والشرق ولا نشوف وش نقدر نسوي بأفكارنا وشغلنا. الغريزة الثانية، الرجال فلتة وأخوه الصغير شخص تقني من الطراز العالي، يعني حنا الثلاثة مثلث برمودا ماتمر فكرة فوق روسنا إلا وناخذها ونتقن فن طبخها وبنقدر نبيعها. بالضبط أبي اشتغل مع ناس أثق فيهم عشان نغير من شكل سوق متأخر ننافس فيه البراندات العالمية في قطاع الملابس الداخلية الرجالية.
المهم بدينا نبحث عن كل شي موجود بكل دول العالم، جربنا فوق المية بوكسر، من ملابس داخلية قطن مصري إلى شركات في هولندا وغيرها، شفنا الأفضل من هنا وهناك وبدينا نصمم، عرفنا المشاكل وقررنا نحلها، نسوي شي طوله مناسب ومايتسلق فخذك، شي فيه مغرفة تشيل عفشك وأغراضك تفرقهم عن باقي جسمك وتتحرك بسهولة، جربنا كل أنواع الأقمشة واكتشفنا إن القطن مب أفضل شي، وقررنا نروح مع المودال قماش بارد خفيف ناعم ويمتص العرق. وكل ما بحثنا أكثر كل ما اكتشفنا إن حلمنا إننا نغير السوق ونصمم أفضل الملابس الداخلية الرجالية، اليوم الناس متصالحة مع فكرة إنها تلبس شي مب مريح مرة، يارخيص وتشتريه من محلات مستلزمات رجالية، أو البراندات العالمية اللي تصمم على بنية جسمية مب عربية أو سعودية من الآخر مسحوب علينا يامعشر الرجال السعوديين والخليجيين والعرب عموماً.
كنا لانزال في وظايفنا، كل يوم نروح الدوام مجربين شي جديد، نسجل ملاحظاتنا عليه ونبني تصميمنا برضو عليه، نوقّت إجازاتنا الثلاثة بنفس الوقت وكل فترة نسافر لدولة جديدة نزور أفضل مصانعها، عرفنا وين كل شركة عالمية تصنّع ووين تحصل أفضل جودة ووين تلقى أحسن سعر ومن يعرف للقماش ومن مايدري به. مجال جديد لنا الصدق، بس كانت إجازات عمل جميلة لأننا عارفين إننا قاعدين نصمم شي بيكون البداية للتغيير في شكل هالسوق، حصلنا المصنع المناسب سوالنا البوكسر اللي صممناه، جربنا كلنا (كل واحد جرب بوكسر خاص فيه يعني مب نفس الهاف)، كان يحتاج لتعديلات كثير، بس كان شعور حلو لنا كمؤسسين هوا إنهم أخيراً يجربون شي صمموه وهم قبل كم شهر مايفهمون فيه. بعد حوالي سنة من التصنيع والملاحظات والتصميم والتجربة، وصلنا للبوكسر للمثالي، الهاف اللي واثقين نطلق فيه هوا (ملاحظين إني كل شوي استخدم مصطلح جديد؟ مرة هاف والثانية بوكسر وبعدها سروال داخلي باقي أقول مقوصر عشان أرضي كل التسميات المتاحة). هوا من اسمها جاية التهوية وتعطيك ما يحتاجه هوى النفس، دايم بنصمم لك منتج يفي الغرض لهذي الكلمتين.
نرجع للشيلة، الشيلة هي فن ذكوري انتشر في بداياته لتحفيز الجنود، فن مستمد من موروث شعبي مافيه تأثير خارجي غربي كان أو شرقي، يوصل للجميع وينتشر بسرعة، اسمها شيلة لأن مغنيها يشيل القصيدة. وهذي تشبه اللي نسويه فيه هوا، نبي نشيل حلمنا ونشيل عفشكم بملابس تفهمكم، بتصميم مستوحى من البنية السعودية مستمد من الاحتياج بشكل المحلي، وبننتشر ونغير من شكل قطاع الملابس الداخلية الرجالية. بالضبط شيلة حلم تشيل عفشك، باقي نشتري القصيدة ونلحنها.